Tuesday, 6 December 2011

عايدة

دثاري كان شالها الحريري ودفء قدميها


يأتي الشتاء فتبدأ مشاكلي

أعاني من برودة أطرافي طول فصل الشتاء

ارتداء قفازا أو جورب لم يكن ليأتي على المشكلة

الحل الوحيد الذي اعتدت عليه ان " أرخم " على المقربين مني أمي , ابي , صديقاتي بأن اتدثر بوضع اقدامي الباردة على اقدامهم الدافئة فانعم بقليل من الدفء الذي يسري في دمائهم فيبدأ الصراخ والتأفف حرام عليكي يا شيخة رجليك تلج !


قررت ان اقضي معها ليلة من ليالي ديسمبر الباردة

عندما ينفض الجميع عن المنزل صباح البيت عكس مساؤه تماما

في الصباح والظهيرة يشغي البيت ببائعة اللبن أو السيدة التي تأتي اليها بالخضار وتقوم بتنظيف البيت

في المساء صمت مطبق

هي وحدها

قلت لها سأقضي معك الليلة

كنت أرى الفرحة في عينيها

رغم تقدمها في السن قامت برشاقة طفل اتت بعدة القهوة

وموقد الكحول الصغير " السبرتاية " وبدأت تعد لنا قهوتها المحوجه

تغمرني بالحكايات

حكت وحكت وحكت كانت تفيض بالحكايا

تكفكف الدمع عندما تتذكر حبيب خفتت ذكراه

أو تضحك عندما تمرر لي حكاية جدو والخطوبة وما الى ذلك

كنت مستمتعة.. استمتاعي لم يكن الحكايات في حد ذاتها كنت مستمتعة اكثر لانها تحكي

كانت بحاجة لمن يستمع

ناولتني "كراسة التليفونات " وطلبت مني ان أكتب لها الاسماء مرة اخرى لأن ا لوان الأقلام بهتت ولم تعد تقوى على التدقيق في الأسماء

كنا في منتصف الليل والدفتر صفحاته مهترئة

قمت واحضرت حقيبتي اخرجت مفكرة زهرية اللون كنت قد اشتريتها و دونت بها بعض الصفحات

كانت مشغولة باعداد أقداح قهوة جديدة ترقبني معتقدة اني انقل في نفس الدفتر

نقلت لها الاسماء والأرقام واغلقت المفكرة الزهرية وأعطيتها لها

وكأنني قد أهديت لها كنوز الأرض

استمرت تدعو لي وتقبلني ومليء عينيها الدموع

كل ذلك من أجل مفكرة زهرية جديدة

شتاء ليلة الاثنين

5/12/ 2011


8 comments:

  1. تحفة .. ده انا نفسى دفيت وانا باقراها :)

    ReplyDelete
  2. So touching.. left me with tears, and now I miss my grandma!

    ReplyDelete
  3. خليتيني أعيط يا شمبو ربنا يخليهالك افتكرت جدتي التي لم تر بي عيبا قط لم تكن تكف عن تدليلي وكانت تراني أجمل من بالوجودوكان يحلو لها تلقيبي بأول فرحتي ولا تكف عن الدعاء وأنا لا اكف عن البكاء كلما ذكرتها لأن حرماني من جدتي بدأ مبكرا حين سافر بي والداي طفلة وكلما قضينا عطلة في مصر كنت أتمسك بتلابيبها محاولة أن أشبع من رائحة ملابسها الممزوجة برائحة عطرها الهادئ وكانت تقول :بيحرموني منك الوحشين دول ما يسيبوكي معاياكنت أعجب حين أراها تدمع كلما جاء ذكر أحد المتوفين من العائلة لأنني كنت حديثة السن ولكن ورغم أنها توفيت منذ سنوات قليلة وكانت قد تخطت الثمانين إلا أنني أبكيها كلما تذكرتها أطال الله بقاءجدتك الجميلة هؤلاء هم كل البركة

    ReplyDelete
  4. احكى احكى ...انتى بتقولى احلى كلام واجمل العواطف وارق المشاعر ربنا يخليكى

    ReplyDelete