Tuesday, 5 April 2011

فرح شعبي




لعلك شاهدت أمس تلك الفقرة المستفزة من البرنامج الأكثر استفزازا - العاشرة مساء- والتي استضافت فيها المذيعة التي كنا نتنبأ لها جميعا ان تكون لسان حال المصريين لكنهـا ابت الا ان تكون لسان حال نفسها وقطيع من اناس لا نعلم من هم أو ربما نحن نعلم و لكننا عاملين مش عارفين .
الفقرة التي اتحدث عنها هي فقرة عودة ابنة نائب برلماني سابق و عضو في الحزب الوطني اختطفت ابنته وطالب مختطفيها فدية عبارة عن خمسة ملايين جنيه مصري . ما اثار حفيظتي ولا اعلم ان كان قد اثار حفيتظك انت كمان أو لأ هذا الاهتمام الغير عادي الذي ربما يبدو وللوهلة الاولى حري لان البنت ابنة رجل مشهور وقيمة الفدية كبيرة و لم نعتد على مثل هذه الأرقام من قبل.
........

ما اثار غضبي واستيائي هو ذلك النشاط الفجائي الذي دب في اوصال رجال الشرطة الذين اعتقدنا بعد طول جلوسهم في بيوتهم انهم قد اغفلوا احدى جرعات تطعيم شلل الاطفال فجلسوا بجوار امهاتهم ينعون حظهم و يلومون اهمال هؤلاء الامهات فلو كانوا اخدوا الجرعة بسرعة وفي الميعاد لم يكن ليصيبهم المرض اللعين الذي اقعدهم تلك القعدة الكريهة على .. كراسيهم ,.
لا أعرف هل مازال هناك خيار وفاقوس بعد الثورة ام ماذا ؟ يعني هناك العديد من المفقودين منذ بداية ثورة الخامس والعشرون ولم يتكلف أي رتبة ابن حلال كبيرا كان أو صغيرا ان يبعث الامل في قلوب آباء هؤلاء المفقودين الذين أدمى الحزن وو البكاء عيونهم منتظرين بلا أمل عودة حبيب لا يعود أبدا . .لم يخرج علينا أي مسئول شرطي يتحدث عن ملف المفقودين ابان الثورة أو يتحدث عن خطة عمل منظمة للبحث عن هؤلاء المفقودين , فالمفقود حالة خاصة جدا عند اهله فدائما كلمات مثل :" يا ريت بس لو نعرف انه مات نرتاح وندفنه بايدينا"
أو يا ريت يقولوا لنا انه مات ويسلموه لنا أحسن من العذاب اللي احنا فيه" .. وغيرها وغيرها من العبارات التي تدمي القلوب.
.............
لكن على مايبدو الشرطة الآن مشغولة بالاتفاق مع ديجيهات و عمال كهرباء ومنظمين أفراح وذلك لافتتاح اقسام الشرطة بتعليق الكهارب وسماع الاغاني وعلي الديجيه يالااااا اوه اوه اوه اوه اوه اوه .
ماجعل المشهد الكوميدي/ المأساوي يكتمل فعلا وكأنه فرح شعبي لم يكن ينقصه الا من يقوم بجمع النقطه وتهنئة العريس والعروسة وارسال النقوط من المعازيم البيان رقم 33 الذي أصدره المجلس العسكري يهنيء فيه رجالات الشرطة بالقبض على العصابات التي قامت بترويع الامنين وخطف اطفالهم !!!!!!! . وكأن مافعلته الشرطة معجزة كونية و ليس واجبا بديهيا منوطين به أو كأنهم تفضلوا علينا بقبضهم على ذلك التشكيل العصابي !! فهذا صميم عملهم بل انهم مقصرون في كثير من الأحيان وحادثة الانفلات الأمني ليلة مباراة الزمالك وتونس ليست ببعيدة وهي خير دليل على ذلك التقصير المخزي .

بهذا المنطق العجيب الذي سنه المجلس العسكري بشكره الشرطة على قيامها بعملها اطالب المجلس ان يصدر يوميا بيانا يشكر فيه العمال والمهندسين والاطباء والمدرسين و.... و.... و.... وكل طوائف الشعب على نزولهم مكاتبهم ومصانعهم ومدارسهم لأداء الواجب المنوطين به .
وسمعني سلام عملنا اللي علينا علينا والباقي على الله.
ملحوظة : لون الفونت العجيب علشان يمشي مع الفرح والدجي والكهارب ولولولولولولويييييي و كدهوان
شكر خاص لفنان الكوميكس مروان امام .