Sunday, 11 December 2011

الحياة حلوة

وانت رايح التحرير سواء كنت معتصم أو معدي بالصدفة من هناك علشان تروح تشتري كتب من مكتبة الشروق

أو وانت في استراحة الغدا وعاوز تغير جو المكتب الكئيب تقوم رايح عند قزاز تجيب علبة شوربة عدس تدفى بيها صدرك من برد الشتا أو لو انت رايح شارع محمد محمود علشان تحضر كورس الانجليش اللي فرضه عليك صاحب الشركة اللي انت محطوط فيها 3 شهور تحت الاختبار بربع مرتب وانت وحظك يا يوافق عليك يا بالسلامة مع ان شركته أصلا ملهاش أي علاقات أو مراسلات باللغة الانجليزية ..وانت داخل مكتبة البلد تشرب عصير برتقال هو هو العصير اللي في سيلانترو اللي قصاد مكتبة البلد بس المكتبة اسعارها بنت حلال وانت بتعمل أي حاجة من الحاجات دي ارجوك أمشي بالراحة وبهدوء وسكينة علشان في المكان ده سالت دماء طاهرة وجنب السور ده اترمت جثة أخ ليك كل الجريمة اللي عملها انه راح يدافع عن حق مصابين الثورة وعن حقهم في الاعتصام السلمي بعد ماسيدة الاحجار الكريمة" بانسيه " المسئولة عن ملف الشهداء والمصابين كرشتهم من مكتبها .

بالله عليك لو هتعمل أي حاجة من الحاجات اللي فوق دي أو حاجة شبهها يعني متقفش على الكلمة يعني.. كمان والنبي وحياة أغلى حاجة عندك مين اللي جة في دماغك وأنا بحلفك باغلى حاجة عندك ؟ قول ماتخفش .. عموما مش موضوعنا والنبي وحياة أغلى حاجة عندك حاول ماترميش زبالة في ميدان التحرير علشان يا عالم يمكن بكرة أو بعده اكون أنا أو انت أو صاحبك أو قريبك متجرجرين من هدومنا واحنا ميتين و مرميين جنب سور من أسوار الميدان .. خد بالك ماترميش زبالة بقى تمام ؟

يعني اموت قشطة بس ماترميش جنب الزبالة ميت ونزهي .

ملحمة 19 فبراير

مرة اخرى يبهر المصريون انفسهم قبل مايبهروا العالم .. ويثبتوا انه ايه في امل ونص

مرة تانية يشدوا بالعافية خيط نور ودفا من الشمس علشان ينوروا بيه ظلمة وبرودة نوفمبر .

كنت دايما بـسمع أو اقرا ان فيه ناس بتموت علشان ناس تانية تعيش كنت بقف قدام الكلام شوية .. مش مستوعبة واكمل قراية

وبعد ثورة يناير أما عرفت انه فعلا فيه ناس بتوهب بموتها الحياة لغيرها .. -مكنتش موجودة ساعتها في مصر- بس الى حد ماستوعبت معنى إن ناس تموت علشان تصنع حياة أفضل لغيرها ماستوعبتش بقى الموضوع بشكل تام غير في احداث 19 نوفمبر وأنا في قلب مشرحة زينهم تحديدا جوة تلاجة الموتى وبشوف شباب زي الورد راقد مبتسم ومستسلم لكفوف الموت.. ساعتها بس عرفت يعني ايه" قولوا لها معلش يا امي اموت أنا وبلدنا تعيش

تجربة الموت أو سميها تجربة الاقتراب من الموت حصلت لي مرة واحدة أما الجلالة اخدتني ودخلت الصفوف الأمامية في معركة محمد محمود الامور كانت بيس وزي الفل والفريقين كانوا واخدين بريك هو مش بالظبط بريك يعني هاي كانت الذخيرة خلصت فبتوع الداخلية راحوا يجيبوا ذخيرة واذ فجأة قنابل الدخان الجديد المعدل نزلت من كل اتجاه جالي اختناق ولا اراديا كان المخاط بينزل من مناخيري وريقي بيجري أنهار من بقي على غير رغبتي خالص أما الحريقة اللي جوا صدري فكانت ولا حريق دار الأوبرا

ساعتها بس وأنا مش عارفة اخد نفسي كت بصرخ بأعلى صوتي أنا بموت كنت بصرخ وبجعر أنا بموت ساعتها بس حسيت اني مش من اللي بيقدروا يوهبوا حياتهم علشان التانيين يعيشوا حسيت بالضعف الانساني والحب الغريزي للبقاء على قيد الحياة ..ساعتها بس حسيت ان الحياة حلوة حتى لو عندك صاحب مطهقك في عيشتك أو اخت خانقة عليك الدنيا اكتشفت ان الحياة حلوة وسألت نفسي ليه اللي ماتوا قدروا يواجهوا الموت وماخافوش منه ؟ ... يا ترى افتكروا في لحظة قربهم من الموت حلاوة الحياة ؟ معرفتش الاقي اجابة ..

ومقدرتش غير اني أبكي وادعي لهم بالرحمة واحاول بأي شكل اني أعمل اللي يخليهم مبسوطين وهما طايرين وبيطلوا على الميدان علشان يشوفوا ايه الاخبار مش هخذلهم على قد مااقدر هحاول أعمل اللي يسعدهم ويخليهم يرقدوا في سلام .. مش هاخليهم يرجعوا من رحلتهم الأرضية للسما وفي عنيهم دمعه مش راضية تنزل ... انت كمان لازم تعمل كده الناس دي ماتت علشان انت وأنا وغيرنا يعيشوا أحسن مش لازم نضيع موتهم ده بلاش أفتكر دايما ان فيه امانة في رقبتك و مسئولية فوق كتافك

وانت معدي في الميدان أمشي بالراحة ماتدوسشي عالارض قوي هنا مات شهيد .

عالواقف : في اليوم اللي بدأت فيه الانتخابات كان فيه حاوية قدمت من امريكا تحمل سبعة طن من قنابل الغاز .. طيب ماعجلة الانتاج ماشية وزي الفل أهو ومعاكو فلوس كان بتمن السبعة طن جهاز دول جبتوا سبعين طن قمح .

سؤال عالماشي للمجلس " الطرف التالت " بتاع كل مصيبة ما]ظهرش ليه في الانتخابات ؟

2 comments:

  1. حقيقى مدونة هايلة و موضوعات تجنن .. ربنا يوفقكم

    ReplyDelete