تعبت من الكلام في السياسة
منذ أيام قلائل حلمت بجدي لأمي
"سيد الحكايات" كما كنت اسميه
كان هو مصدري الدائم للبهجة
نصعد سويا لفقاعات البهجة المكتملة الألوان
في حكاياته عن الشاطر حسن و"ام شمندر" زوجة ابو ست الحسن ليه" شمندر" يا جدو ؟
لان رأسه تشبه راس الفجل الأحمر الشمندر
كان جدي المعين الذي لا ينضب من الحكايات والسعادة
كل من يسألني من أين اتيت بكل هذه المعلومات عن مصر وهذه الالفاظ الضاربة في القدم ابتسم واتذكر سيد الحكايات
قررت أمس أن اقوم بزيارة قبر جدو" سيد " أو "بابا سيدو" كما كان يحلو لي ان اناديه
بالمصادفة أمس كان الخميس حيث العديد من الأسر في مدينتنا تقوم بزيارة
احباء غابوا منذ فترة ليست بعيدة واخرون ظلوا على العهد يأتون كل خميس منذ سنوات الرحيل وكأنه موعد أو اتفاق مقدس غير معلن بين هذه السيدة العجوز وزوجها الذي قضى نحبه منذ سنوات بعيدة كما يشير شاهد القبر.
ترجلت من السيارة ودخلت لأرى أطفالا يقومون بملء جراكن المياه لكي يقوموا بري الزرع أمام كل مقبرة أو داخل كل مدفن وذلك حسب اتفاق مالي مسبق بينهم وبين عائلة كل متوفي
دخلت لأفتح باب المدفن فجاء "عم سعد " المسئول عن مدفن العائلة مرحبا
هالني منظر نبات الصبار المزروع في بداية مدخل المدفن الذي يعلوه التراب ويبدو كأنه لم يتم ريه منذ وقت بعيد
سألته متى سقيت الزرع يا عم سعد آخر مرة؟
اخبرني بأنه "يسقيه كل "خميسين" أصل الصبار مايحبش المية كتير وكنت لسة هاجي حالا يا ابله علشان أسقيه"
طلبت منه ان يهتم اكثر بسقاية الصبار
وان يفكر في زرع نوع آخر من الأشجار يحتاج منه رعاية اكثر حتى يقوم بفتح المدفن كل اسبوع على الاقل وليس كل "خميسين"
فأجاب بالقبول
نقدته ماشاء الله من المال ..وطلبت منه ان ينصرف وجلست أنا اقرأ قليل من القرآن و يدي اليمنى تتحسس بداية المقبرة كأنها تتحسس رأس جدي شعره تحديدا .
نهضت .. اغلقت باب المدفن وانصرفت
رأيت كثير من أشجار الصبار وأنا في الطريق
منها الذي ارتوى حتى غرق لأذنيه
ومنها الذي ينتظر قادم يرأف بحاله ويعطف عليه بشربة ماء ومنها من حاول جاهدا ان يبحث لنفسه عن مروىلتستمر حياته فأخذ يخطو بجذوره
حتى خلع نفسه أو خلعته أقدام الزائرين للقبور.
خرجت وقرأت الفاتحة لجميع من أعرف ومن لا أعرف
ودعوت بالرحمة للجميع
وسألت نفسي لماذا الصبار الم يكن طعم مرار الموت كافيا
أم انه الشيء لزوم الشيء ؟
رحم الله أهل الأرض جميعا
منذ أيام قلائل حلمت بجدي لأمي
"سيد الحكايات" كما كنت اسميه
كان هو مصدري الدائم للبهجة
نصعد سويا لفقاعات البهجة المكتملة الألوان
في حكاياته عن الشاطر حسن و"ام شمندر" زوجة ابو ست الحسن ليه" شمندر" يا جدو ؟
لان رأسه تشبه راس الفجل الأحمر الشمندر
كان جدي المعين الذي لا ينضب من الحكايات والسعادة
كل من يسألني من أين اتيت بكل هذه المعلومات عن مصر وهذه الالفاظ الضاربة في القدم ابتسم واتذكر سيد الحكايات
قررت أمس أن اقوم بزيارة قبر جدو" سيد " أو "بابا سيدو" كما كان يحلو لي ان اناديه
بالمصادفة أمس كان الخميس حيث العديد من الأسر في مدينتنا تقوم بزيارة
احباء غابوا منذ فترة ليست بعيدة واخرون ظلوا على العهد يأتون كل خميس منذ سنوات الرحيل وكأنه موعد أو اتفاق مقدس غير معلن بين هذه السيدة العجوز وزوجها الذي قضى نحبه منذ سنوات بعيدة كما يشير شاهد القبر.
ترجلت من السيارة ودخلت لأرى أطفالا يقومون بملء جراكن المياه لكي يقوموا بري الزرع أمام كل مقبرة أو داخل كل مدفن وذلك حسب اتفاق مالي مسبق بينهم وبين عائلة كل متوفي
دخلت لأفتح باب المدفن فجاء "عم سعد " المسئول عن مدفن العائلة مرحبا
هالني منظر نبات الصبار المزروع في بداية مدخل المدفن الذي يعلوه التراب ويبدو كأنه لم يتم ريه منذ وقت بعيد
سألته متى سقيت الزرع يا عم سعد آخر مرة؟
اخبرني بأنه "يسقيه كل "خميسين" أصل الصبار مايحبش المية كتير وكنت لسة هاجي حالا يا ابله علشان أسقيه"
طلبت منه ان يهتم اكثر بسقاية الصبار
وان يفكر في زرع نوع آخر من الأشجار يحتاج منه رعاية اكثر حتى يقوم بفتح المدفن كل اسبوع على الاقل وليس كل "خميسين"
فأجاب بالقبول
نقدته ماشاء الله من المال ..وطلبت منه ان ينصرف وجلست أنا اقرأ قليل من القرآن و يدي اليمنى تتحسس بداية المقبرة كأنها تتحسس رأس جدي شعره تحديدا .
نهضت .. اغلقت باب المدفن وانصرفت
رأيت كثير من أشجار الصبار وأنا في الطريق
منها الذي ارتوى حتى غرق لأذنيه
ومنها الذي ينتظر قادم يرأف بحاله ويعطف عليه بشربة ماء ومنها من حاول جاهدا ان يبحث لنفسه عن مروىلتستمر حياته فأخذ يخطو بجذوره
حتى خلع نفسه أو خلعته أقدام الزائرين للقبور.
خرجت وقرأت الفاتحة لجميع من أعرف ومن لا أعرف
ودعوت بالرحمة للجميع
وسألت نفسي لماذا الصبار الم يكن طعم مرار الموت كافيا
أم انه الشيء لزوم الشيء ؟
رحم الله أهل الأرض جميعا