Friday, 9 August 2013

الشفافية يرحمنا و يرحمكم الله


أن تدعوا و تحشد الناس لبناء مستشفى جديد، بدلا من ذلك المبنى المتهالك البائس الذي توقف عن تقديم خدماته شيء رائع . ان يتجاوب الكثيرين  لدعوتك شيء يدعو للبهجة، ان يعطيك نجاحك في الحشد و البناء  الحق في ان تكون احد أعضاء فريق الجراحات الدقيقة بهذا المستشفى  بينما انت خريج هندسة زراعية مثلا شيء خارج حدود المنطق . 
نعم هناك فواتير واجبة السداد، لكن ليس من العقل او الحكمة ان يتم السداد على حساب آخرين او أن تكون كلفة السداد باهظة و نتائجها مكلفة  ربما لسنوات قادمة. و هذا ما حدث و رأيناه بأم أعيننا حين انتهت انتخابات مجلس الشعب و من بعدها انتخابات الرئاسة ، كان على الفصيل الحاكم وقتها ان يسدد الفواتير القاصي و الداني، فواتير من فداحتها جعلت تعيين احد المنتمين لجماعة أصولية يتم تعيينه محافظا للاقصر! 
لم نتعلم من أخطاء السابقين و بهذه الطريقة و بذلك الأداء يبدو أننا لن نتعلم في القريب العاجل فطريقة "الراجل ده عمل معايا أحلى واجب و لازم أرده له " مازالت تتحكم في الاختيارات و تؤكد أننا مازلنا في دولة فرح العمدة لا دولة المؤسسات. 
أتمنى ألا يعتبر قاريء هذه السطور ان ما اكتبه الآن نوع من "النفسنة" أو الغيرة من بعض الأسماء التي تناثرت هنا و هناك والتي قيل أنها مرشحة بقوة للانضمام إلى لجنة الخمسين التي ستقوم بتعديل بعض المواد الدستورية .اختلافنا او تفاقنا على دستور الغرياني و عدم صلاحيته أصلا و يقيني بعدم صموده كثيرا حتى بعد التعديل و ذلك نتيجة ما شاب طريقة اختيار اللجنة التأسيسية أصلا ثم الاستفتاء عليه من  أخطاء كارثية يتم الآن تكرارها ، كل ذلك لا ينفي ان ما يحدث الآن من طريقة اختيار أعضاء الخمسين لا يؤكد غير شيء واحد أننا مازلنا نعوم في نفس مياه البطيخ التي غرق فيها الإخوان.  
لماذا نصر على  تكرار أخطاء الآخرين  و نحن لا ذلنا نرى إلى اين قادتهم أخطائهم ؟
لماذا لا نلجأ ولو لمرة واحدة إلى معايير حاكمة تجنبنا الانزلاق إلى هوية الأهواء و دوامة المحاصصات ؟ ماذا يضير النظام الحالي من إعلان معايير اختيار هذه اللجنة؟ حينها لن يكون هناك لوم او عتاب على القائمين عليها و حينها سيتم اختيار من هو أهل للانضمام. و ساعتها فقط لن يكون هناك شبهة قلق فيما ستقوم به هذه اللجنة من تعديلات. 
نحن لسنا بصدد المنافسة على لقب محبوب العرب نحن بصدد تعديل دستور كارثي في مرحلة دقيقة يلزم لها ان نكون واضحين أمام أنفسنا قبل ان نكون بهذا الوضوح أمام الناس.   
كل الشكر للمسؤولين عن حملة تمرد ، لأن إنكار دورهم في الحراك الذي حدث في الثلاثين من يونيو لا يفعله إلا حالم او مغيب ،لا اعرف المسؤل عن حملة تمرد معرفة شخصية لكن سألت الكثيرين ممن اقتربوا منه و تعاملوا معه و كان الإجماع على بساطته و وطنيته و حبه للبلد ، كما شاهدته في أكثر من لقاء  تليفزيوني و كنت حاضرة واقعة المعايرة الجسدية التي حدثت مع احد النشطاء و انزعجت تماماً لطريقة تفكيره و رده على هذا الناشط و قفز سؤال  كيف لإنسان يفكر بهذه الطريقة ان يؤتمن على إعادة صياغة ل "لدستور"؟ ، بالطبع لن احكم على شخص من موقف انفعالي اتخذه في لحظة غضب لكن أيضاً هناك أشياء أخري يجب ان تؤخذ في الحسبان عند الحكم عليه اغلبها للأسف لا يصب في صالحه"وفقا لمعاييري المتواضعة جداً"
 . ان تكون قادرا على الحشد لفكرة منحة إلهية عظيمة، ان تكتب دستورا لبلد يمر بظروف بهذه الدقة يتطلب ما هو أكثر من المنح الإلهية . 
مرة أخيرة الموضوع ليس مجرد نفسنة بغيضة فانا اعتبر نفسي آخر إنسان يمكنه ان يكتب القواعد الحاكمة لفتح ثلاجة مطبخنا، كل مل في الأمر ان انتشار بعض الأسماء سواء المؤهلة أو غير المؤهلة لتكون ضمن أعضاء لجنة الخمسين هو ما جعل المطالبة بمعايير واضحة و شفافة  حق لكل المصريين . 
ضع المعايير، اعرضها على الناس بكل شفافية و على أساسها لن افتح فمي بكلمة واحدة إذا وجدت عم سامي زبادي ضمن أعضاء لجنة الخمسين طالما كان مطابقا لمعايير اللجنة.