يأتي الشتاء فتبدأ مشاكلي
أعاني من برودة أطرافي طول فصل الشتاء
ارتداء قفازا أو جورب لم يكن ليأتي على المشكلة
الحل الوحيد الذي اعتدت عليه ان " أرخم " على المقربين مني أمي , ابي , صديقاتي بأن اتدثر بوضع اقدامي الباردة على اقدامهم الدافئة فانعم بقليل من الدفء الذي يسري في دمائهم فيبدأ الصراخ والتأفف حرام عليكي يا شيخة رجليك تلج !
قررت ان اقضي معها ليلة من ليالي ديسمبر الباردة
عندما ينفض الجميع عن المنزل صباح البيت عكس مساؤه تماما
في الصباح والظهيرة يشغي البيت ببائعة اللبن أو السيدة التي تأتي اليها بالخضار وتقوم بتنظيف البيت
في المساء صمت مطبق
هي وحدها
قلت لها سأقضي معك الليلة
كنت أرى الفرحة في عينيها
رغم تقدمها في السن قامت برشاقة طفل اتت بعدة القهوة
وموقد الكحول الصغير " السبرتاية " وبدأت تعد لنا قهوتها المحوجه
تغمرني بالحكايات
حكت وحكت وحكت كانت تفيض بالحكايا
تكفكف الدمع عندما تتذكر حبيب خفتت ذكراه
أو تضحك عندما تمرر لي حكاية جدو والخطوبة وما الى ذلك
كنت مستمتعة.. استمتاعي لم يكن الحكايات في حد ذاتها كنت مستمتعة اكثر لانها تحكي
كانت بحاجة لمن يستمع
ناولتني "كراسة التليفونات " وطلبت مني ان أكتب لها الاسماء مرة اخرى لأن ا لوان الأقلام بهتت ولم تعد تقوى على التدقيق في الأسماء
كنا في منتصف الليل والدفتر صفحاته مهترئة
قمت واحضرت حقيبتي اخرجت مفكرة زهرية اللون كنت قد اشتريتها و دونت بها بعض الصفحات
كانت مشغولة باعداد أقداح قهوة جديدة ترقبني معتقدة اني انقل في نفس الدفتر
نقلت لها الاسماء والأرقام واغلقت المفكرة الزهرية وأعطيتها لها
وكأنني قد أهديت لها كنوز الأرض
استمرت تدعو لي وتقبلني ومليء عينيها الدموع
كل ذلك من أجل مفكرة زهرية جديدة
شتاء ليلة الاثنين
5/12/ 2011