Sunday 24 October 2010

القطيع

عقدت اتفاقا بيني و بين نفسي بعد ان اخذت صدمة اقالة ابراهيم عيسى وقتها معي و عاد لي ثباتي الإنفعالي و النفسي و العقلي بأن جريدة الدستور قد انتهت بمجرد توقيع العقد مع السيد البدوي شحاتة
و اتفقنا -انا و نفسي برضه- او هكذا هيأ لي خيالي المريض ان ابراهيم عيسى كان يعلم ان بقاؤه على قمة رئاسة التحرير كان مجرد مسألة وقت ليس إلا، فلو كان ابراهيم عيسى يعتقد للحظة انه سيبقى على رأس الجريدة بعد البيع للبدوي و شركاه فأنا مؤمنة كل الإيمان بأني ملكة انجلترا القادمة او مدربةمانشستر يونايتد للموسم المقبل

لماذا يعتصم صحفيو الدستور ؟
هل من اجل السياسة التحريرية للجريدة و الحفاظ و الإبقاء عليها و على سقف الحرية الذي اعتادوا عليه ؟ او بمعنى اكثر عدلا الذي عودهم عليه قائد الكتيبة و كفله لهم الكوماندانت عيسى؟

اذا كانت الإجابة من اجل عيسى فهم اول من يعلم ان عودته - اي عيسى- ليست شبه مستحيلة بل مستحيلة عند اكثر المهنيين تفاؤلا .
اما اذا كانت الإجابة ان هذا الإعتصام جاء من اجل الحفاظ على حقوقهم و عدم المساس بسقف الحرية المنشود و من اجل سياسة تحريرية شفافة واضحة خاصة بعد الخروج الدراماتيكي للمارشال و من اجل تمكين قانون او ميثاق الضمير فعليهم ان يتخلواعن تلك النزعة المسيطرة على اجواء الإعتصام فكل من رأى الصورة من بعيد رأى انه اعتصام" علشان الرجل ابو شنب "
يعلم الله اني احب ابراهيم عيسى و اقدره و احترمه و احسده على شجاعته و نزاهتة و حرفيه و مهنيته و سلطاته و بابا غنوجه ، لكن ليس معنى هذا ان يتم اختزال القضية في شخص ابراهيم عيسى
تماما كما كنا نربط ربطا خاطئ ما بين التغيير و شخص الدكتور محمد البرادعي ، المهم ان يحدث التغيير ايا كان من يقود الحافلة المهم ان تتحرك في الإتجاه الصحيح
نقطة اخرى في رأيي المتواضع جدا اثارتها قضية الدستور : سياسة القطيع لماذا يريد كل من له رأي ان يجبر الآخرين على اعتناق نفس الرأي و جرهم إليه جرا و كأنه هو وحده من وصل إلى قلب الحكمة ؟ و انت ان خالفت هذا الرأي المقدس تقديس بنو اسرائيل للبقرة اذا فأنت من الهالكين لا محالة......

تماما مثل الشخص الذي يجد نفسه في مظاهرة و عليه ان يهتف كما تهتف الجموع و الا كان خائنا عميلا فنجده رغما عن انفه
يهتف بكل حماسة مع من يهتفون: يسقط الأستقلال يسقط الإستقلال !! ا
ببساطة أرى أن رأيي خطأ يحتمل الصواب و رأي غيري صواب يحتمل الخطأ
المهم ان نصل لحلول عملية و حتى لا يساء فهم كلمة "عملية " نظرا لأجواء التخوين المنتشرة في الأجواء كانتشار التهاب الملتحمة في دلتا مصر ، اقصد بها قابلية التطبيق على ارض الواقع و ليس انحناء لإعصار البدوي كارولينا

لا يجب ان ننساق انسياق القطيع وراء الراعي فربما كان لإحدى الغنمات وجهة اخرى ستسلكها وتصل بها الى المرج الأخضر دون عناء و مشقة كبيرين ، لماذا لا نعطي لتلك الغنمة الفرصة لتعبر عما تراه من وجهة نظرها انه صواب؟


اخر شيئ اود اضافته في هذا الموضوع : لا ينبغي بأي شكل من الأشكال ان نلقي الإتهامات الخائبة جزافا على كل من سولت له نفسه نقد الوضع الحالي او نقد ابراهيم عيسى و- كأن عيسى اله غير قابل للنقد- من وجهة نظر مختلفة عما نريد ان نسمعه و نتهم القاصي و الداني اذا كان مختلفا على الرؤية و الحل بأنه غيران او حاقد او مدعي كاذب او شامتا شريرا لا انكر ان هناك اقلاما تكتب شيئ و تقصد به شيئ اخر تماما لكن كما ان ليس كل ما يلمع ذهبا فليس كل من على الساحة بهذه الدرجة من الرخص والسفالة هناك اقلاما شريفة لكنها ترى الموضوع و تنظر للقضية من منظور اخر علينا ان نكون اكثر استيعابا له و الماما به و مناقشته لا ان نتهمها بالباطل و التشكيك في ما كل ما يكتب جملة و تفصيلا
اخر كلام:
جميعا رأينا احتفالية الدستور الأخيرة التي كان "ضيف الشرف " و نجم النجوم فيها بلا منازع هو ابراهيم عيسى و الجميع قد جاؤا كتابا و مفكرين و اصحاب رأي لمناصرة اخوهم و" حبيبهم " عيسى العوام شيئ رائع انا نفسي استمتعت جدا بكلمته تحسها كلمة كده مليانة حمس لكن ما هي الرؤية التي قدمها ما هي الحلول التي طرحها؟
الم يكن من الأروع أن نشاهد باقي الأطياف الأخرى المحبة او الكارهة المختلفة او الموافقة على شخص عيسى و قد جاءت للإلتفاف حول صحفيي الدستور و مناصرتهم في وقفتهم التي يمكن ان تصبح وقفة الجميع من اجل الحق و ليس من اجل عيون ابراهيم عيسى
هل وصلت الفكرة ؟

ااخر كلمة و الله ، اعلم ان مدونتي على قدي و ليست ذات شهرة ، يعلم الله اني لا اسعى لأي شئ الا التفكير بصوت عالي و ابداء وجهة نظر متواضعة ليقرأها قرائي الخمسة المعدودون على اصابع اليد الواحدة


Wednesday 20 October 2010

ساعي البريد



اجلس خلف نافذتي اطالع وجه القمر فيتبسم لي

ابتسامة صافية تروق لي أعلمها و يعلمها القمر

حينها ادرك انك قد ارسلت لي تحية المساء مغلفة بمشاعر عذبة رقيقة رقة غلاف الطل على مروج الحقول البعيدة صباح يوم
دافئ


ابادله الإبتسام أحاول ان أرد التحية بأبسط منها فأنا لا تسعفني كل حواسي مجتمعة ان ترد شيئا تفعله انت لي


صغر هذا الشيئ او كبر تقبلها مني و كفى .
.......
انام ملء جفوني
اصحو سعيدة مرحة فرحة مشرقة كشمس اكتوبر الرقيقة تشرق بسيطة حنونة بلا صخب أو ضجة تنشر الدفء في صمت
و ترحل .
أضحك لكل شيئ تقابله عيناي و أشعر ان كل الأشياء تبادلني الإبتسام و الفرح و الضحك هكذا دون اتفاق مسبق بيننا
حتى فرشاة شعري اتخيلها تبادلني تحية الصباح و هي تتخلل خصلاته
عباطيطو انا اعلم ذلك
....

اخرج سريعا أقبل كل ما تقع عليه عيناي من اوراق شجر و فراشات و زهور برية و

و سناجب صغيرة خرجت كلها لتعلن قدوم يوم جديد للحياة .
حتى وريقات الخريف الصفراء أخطو عليها مشفقة و معتذرة و حزينة عليها لأنها لن تطالع وجهك في الربيع القادم

أقبل السيارات و السماء و الوان اشاراة المرور اقبل السحاب

اتبسم في وجه الجميع من اعرف و من لا اعرف
اشعر بالطمأنينة و السكينة فقط لأنك هناك تبعث لي تحية الصباح
احيا على امل وحيد : في المساء سترسل لي القمر يبلغني تحية المساء لأحيا من جديد



و الآن تأخذ كل ذلك و ترحل؟

ترى لمن غيري سيعمل القمر ساعي بريد؟
ما اقساك
...

Sunday 10 October 2010

بابا سيدو عنده حمار.... ايا ايا او

الحكاية واضحة وضوح شمس اغسطس
بعد ان نجح "الاكسيلانس" سيد البدوي في انتخابات حزب الوفد، بدأ يضم شخصيات كتيرة من نجوم المجتمع و رجال السياسة و الفن و الرياضة ، لدرجة ان سيدة كوبارة زي سميرة احمد صدقت نفسها فعلا انها بقت سياسية قوية الشكيمة و بتفكر تترشح في انتخابات مجلس الشعب القادمة..
.بل و وصل الأمر الى ملاعب كرة القدم و رأينا جميعا "منص " او محمد عبد المنصف حارس مرمى نادي الزمالك يوقع
عقد -احتراف - قصدي انضمام لمنتخب الوفد تحت السن
حتى اننا على تويتر من كثرة النجوم اللامعة المنضمة حديثا للوفد اعتقدنا ان صفوت بيك ممكن يوقع او ابو الهول يطالب بتجديد و نقل عقد احترافة من سقارة لمقر حزب الوفد.

بعد ذلك بوقت ليس بطويل بدأ الحديث عن بيع جريدةالدستور

توجس الجميع خيفة و تحسسوا شنباتهم
و صدق ما كان من وقت قصير جدا مجرد شائعات و تم التحقق من الخبر
الدكتور سيد البدوي يشتري جريدة الدستور
الخبر يبدو غريبا .. الرجل يلعب بكل احترافية في ميدان الأدوية و بسم الله ما شاء الله معدي

ايه يخليه يشتري جرنال ؟
و بد!ت الأسئلة
ليه ... مين .. فين و ازاي
طيب و سقف الحرية ؟ طيب و النقد ؟.. طيب و ابو خليل ؟؟
كلها اسئلة فكر فيها الجميع لم يفكر احد في سؤال اكثر اهمية
لماذا وافق عصام اسماعيل فهمي و هو الناشر المحترم والرجل ذو الخبرة التي لا ينكرها عليه احد في مجال النشر و الصحافة على البيع للدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد و أحد تايكونات صناعة او تجارة الدواء اختر ما شئت - في مصر ؟

الدستور ضاعت من اول ما فكر عصام اسماعيل فهمي انه يبيعها
و السلام
لم ينتقي من يبيع له بعناية
اذكر جدي عندما اراد ان يبيع عفوا _حمارا_ لديه في الغيط كان مصرا اصرارا عظيما على انتقاء الشاري و على ان يكون الشاري فلاح يعزق الأرض و يفلحها .. كان معترض جدا ان عربجي يشتري الحمار لأن الحمار هيتبهدل و مش واخد على شغل الأسواق بدا لي جدي و كأنه يبيع اجدعها حصان عربي اصيل سيلعب في الدربي
سألته :ليه يا" بابا سيدو" هكذا كنت اناديه ليه بتسأل عن اللي هيشتريه كده بكل هذا الحرص ؟
فا اجابني : حتى لا اظلم الحمار ولا يحاسبني الله على ما فعلته به
فهو كائن اعجم لا حول له و لا قوة
ارجو الا تتركوا الموضوع بالكامل و تستنكرون علي مقارنة الجريدة بالحمار
فهذا ما يحضرني الان
لم يكلف عصام اسماعيل فهمي نفسه بالاهتمام او السؤال عن من سيشتريها
و اقنع نفسه ظلما او اجتهادا او و هو مغمض عينه و قافل على ضميره الباب ان السيد البدوي سيراعي ربنا في ابنه اللذي تنازل له عنه بغرابة شديدة و ب اريحية اشد غرابة
كذلك يسأل عن اثم البيع ابراهيم عيسى نفسه ، لانه كرجل صحفي متمرمط صحافة يعلم علم اليقين ماذا يعني شراء البدوي لجريدة الدستور . وقد حاول هو الاخر-عيسى- بمقال كان الهدف منه طمأنة رجل الشارع العادي الى ان السياسة التحريرية للجريدة ستبقى كما هي و لن تتغير قيد انملة.. الواقع ان المقال الذي كتبه ابراهيم عيسى كان يريد طمأنة نفسه هو أولا به و ليس رجل الشارع العادي ابن البلد اللي فهمها من اول ما سمع اسم المشتري اصلا
لست هنا لأعتب على احد او اؤنب احدا فمن اكون اصلا لأفعل هذا
كل الحكاية اني تفاچأت بكم الهلع و الرعب و عدم التصديق و ضرب دماغاتنا في الحيط و كأنها مفاجأة لم نكن ابدا جدا قوي خالص ان احنا نتوقعها، او نتوقع ما فعله البدوي و شركاه من اقصاء مخزي لعيسى
لأن الموضوع لا يحتاج لكل هذا. المسألة كانت مسألة وقت لا اكثر و لا اقل
.و لا ينكر عيسى نفسه ان وجوده من عدمه اصبح مسألة وقت لا غير
.و حسنا فعل البدوي اختار" البيرفيكت تايمينج " قبل انتخابات المجلس الموقر ب فترة قصيرة جدا
من قال ان السيد البدوي لعبها بغباء سياسي اقول له :عفوا احنا الأغبياء الرجل جاء كاشفا كل اوراق لعبه
لعب على الترابيزة مش من تحت و كله على عينك يا تاجر
احنا بس اللي طيبين و اولاد حلال
شعار المرحلة : اللعب على المكشوف