Tuesday, 29 October 2013

لا نجونا ان نجا نجيب

منحتوهم ما كانوا ينشدونه " هولوكوستا خاصا"، هذا ما كتبته بعد الفض الغبي لاعتصام رابعة العدوية، اختلفنا أو اتفقنا تبقى حقيقة  المجزرة ساطعة بأرقامها وطريقة فضها.

اكتوبر 1968 - مكسيكو سيتي


صبيحة السادس عشر من أكتوبر عام 1968 بالعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي أثناء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية صعد العداءان الأمريكيان تومي سميث وجون كارلوس لمنصة التتويج مع الأسترالي  بيتر نورمان،كان سميث قد أحرز الميدالية الذهبية في سباق 200 متر جري رجال مسجلا رقم عالمي جديد 19.83 ثانية. تلاه الأسترالي نورمان في المركز الثاني وجاء مواطنه كارلوس ثالثا،وبينما يعزف النشيد الوطني الأمريكي رفع كلا منهما قبضة يده التي غطاها قفازا أسود كتعبير عن معاناة السود في أمريكا في ذلك الوقت من التمييز العنصري ،صعد اللاعبان على منصة التتويج باقدام عارية إلا من جوارب سوداء جعلوها رمزا للفقر المدقع الذي يعيشه الأمريكيون السود في تلك الفترة.


قررت اللجنة الأوليمبية معاقبة الاعبين بمنعهم من استكمال باقي المسابقات ومنعهم من دخول القرية الأوليمبية وفقا للوائح والقوانين المنصوص عليها في الاوليمبياد، اعترض رئيس البعثة الأوليمبية الأمريكية على القرار فما كان من رئيس اللجنة الأوليمبية غير قوله " الباب يفوت جمل عاوزين تروحوا فريق ألعاب القوى كله مع ألف سلامة " وعاد اللاعبان إلى أمريكا مرة أخرى بعد أن وضعا الإدارة الأمريكية في مازق خاصة بعد فورت من الغضب عليهم من قبل الأمريكان البيض ، لكن لم تتخذ حيالهم أية عقوبات ، لم يتم تجريدهم من الميداليات مثلا ، أو تم تحويلهم إلى محاكمة مدنية أو عسكرية بتهمة الإسأة إلى سمعة " الوجدان الجمعي لامريكا والعبث .بمقدرات الأمن القومي الأمريكي"
الأكثر من ذلك التصريحات التي آدلى بها تومي سميث بعد الحدث نفسه قال " نحن من السود ونحن فخورين بسوادنا في أمريكا البيضاء "وأضاف " لقد سأم السود من هذه المعاملة، نحن لسنا جوادي سباق فطالما ادينا اداء حسنا ونحقق انجازات فلابد لنا من الحصول على مقابل وليس مجرد عبارات لتطييب الخواطر مثل - حسنا ما فعلت- واختتم بقوله " الأمريكان السود كلهم سيتفهمون طبيعة احتجاجنا ".

إذا كنت في رحلتك السنوية إلى الولايات المتحدة وتحديدا في ولاية كاليفورنيا ومريت من أمام جامعة "سان خوسيه" التي كان يدرس بها اللاعبان ستجد تمثالا لهما أمام مدخل الجامعة يخلد تلك اللحظة.

تصدر شعار رابعة العدوية المشهد بقوة نظرا لطريقة الفض التي جعلت الكثيرين وإن كانوا موافقين على الفض ومعه قلبا وقالبا إلا أنه كانت هناك منطقة ما داخل ضمائرهم توخزهم على استحياء بسبب دموية الفض و لا معقولية عدد القتلى ، كان من الممكن أن يمر الشعار مرور الكرام يعني ياخد له يومين ويختفي كما اختفى ضجيج عودة مرسي من نفسه ، لكن لأنها "ميصر" ولانه أعلام "ميصر" منزوع المحتوى خالي الهدف ، بدأت التقارير المكتوبة والمسموعة والمرئية تتفنن في ايجاد القصص المرتطبة بشعار رابعة " شوريك رابعة - كحك رابعة ، مراجيح رابعة وصوابع رابعة - فكان ما كان من انتشار بمساعدة الإعلام الحكومي العام والإعلام الحكومي الخاص، علينا أيضا أن ننسب الفضل لناسه فلا ننسى دور الطيب اردوغان الذي وجد في شعار رابعة طريقة تليق برئيس حكومة بدلا من الصحن والفلفلة لكيد النظام المصري.


يناير 2008 - غانا

في الجولة الثانية من الدور الثاني لكأس الأمم الأفريقية رقم 28 المقامة بغانايحرز أمير القلوب محمد أبو تريكة الهدف الثاني للمنتخب المصري في مرمى منتخب السودان ، ويحرز معه هدفا أصاب كل قلوب العرب حينما رفع قميص اللعب لتظهر فانلة داخلية مكتوب عليها " sympthize with Gaza أو " تعاطفا مع غزة " ليرتقي اللاعب مكانا أسمى وأعلى فيووجدان العرب -بما فيهم مشجعي فريق الاسماعيلي -، لكن ذلك لم يمنع الحكم البينيني وقتها كوفي كودجا من رفع البطاقة الصفراء في وجه اللاعب لإخلاله بقوانين الفيفا وملخصها ببساطة شديدة " عدم خلط الكرة بالسياسة " أيا كان سمو القضية أو الرأي الذي تدافع عنه ،لكن الوضع اختلف في مصر استقبل المنتخب استقبال قيصر بعد فتح نيو اورليانز وتم الاحتفاء بتريكة ليس فقط بسب الفوز بالكأس ولكن بسب لفتة " تعاطفا مع غزة " طبعا السياقات مختلفة وساعتها كنا شعب واحد مش شعبين شعبين وكده .


وبدأت الحرب على الارهاب - عرفنا كلنا ذلك من خلال السلوجان الموحد الذي وضعته القنوات الحكومية الخاصة والحكومية العامة قرابة شهرين ونصف " مصر تحارب الإرهاب " في سياق متصل منفصل مع حملة " شجع السياحة وتعالوا زورونا !. أكاد أجزم أن أي شخص خارج نطاق مصر وشاف الحملتين مع بعض هيجيله متلازمة ضربة شمس ودور انفلونزا بسبب عبقرية و أداء موظفي ال-PR أو ما يعرفون إعلاميا باسم " الشوون المعنوية، ماعلينا يعني المهم اتضح أن الإرهاب الداخلي كان يمثل تهديدا أكبر من ذلك الموجود على بوابة مصر الشرقية ، اتضح أيضا أن البلالين الصفراء الفاقع لونها و الحواسيب المحمولة التي تحتوي على صور لمظاهرات أو تفضيلات لأخبار عن الإخوان أو أوراق فيها حسبنة على شخص وزير الدفاع أسلحة أخطر بكثير من تلك التي يحملها الإرهابين المتواجدين بسيناء. وظهر جليا للعيان أن أطلاق النار بلا مبرر على متظاهرين سلميين -واكرر سلميين علشان الدوشة - أهم بكثير من توفير الحماية لجنود مساكين لا حول لهم شاء حظهم التعس أن يكونوا افرادا في كمين حراسة يفتقدون التسليح والتدريب اللازمين لحماية أنفسهم قبل أن يقوموا بحماية الآخرين ويزودون عنهم ، كذلك تبين للقائمين على أمر البلاد والعباد أن ملاحقة مشجعين ذهبوا لاستقبال فريقهم في المطار أهم ألف مرة من تأمين دور عبادة وتأمين مواطنين كل ما اقترفوه محاولة بائسة وسعي يفتقر إلى الواقعية للإحتفال أمام باب احدي الكنائس بزفاف بسيط . بالمناسبة أخبار العملية " عاصفة الصحراء 3 أيه ؟ .

يونيو -2009 - سول
يرتدي 6 لاعبين من المنتخب الإيراني شارات خضراء كنوع من المساندة للمرشح الرئاسي الخاسر في الإنتخابات الإيرانية حسين موسوي في تحد لافت للنظام الإيراني وإعتراضا على تزوير الانتخابات لصالح احمدي نجاد، وتواردت أخبار إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم أن اللاعبين قد تم ايقافهم وحرمانهم من اللعب دوليا ، فأرسلت الفيفا خطابا شديد اللهجة لاتحاد الكرة الإيراني لتستوضح موقف اللاعبين فما كان من الاتحاد الإيراني وقتها غير الرد بخطاب أشد لهجة مؤكدا أن اللاعبين بخير حال ولم يحرموا من اللعب ولا أي حاجة ووصف هذه الإتهامات ب-" الكاذبة " المضحك المبكي أن اللاعب الإيراني وقائد المنتخب وقتها " مهدي مهديفيكيا واللاعب الدولي علي كرامي خرجا على وسائل الإعلام الإيرانية يقولان انهما اعتزلا اللعب الدولي بارادتهما الحرة وذلك لترك فرصة للأجيال الجديدة :D


السؤال الذي قتل هريا ما قول بني مصر إذا رفع هذا اللاعب صورة للفريق عبد الفتاح السيسي أو ارتدى قميصا مكتوب عليه " تسلم الأيادي" أو مثلا لبس تيشرت مموه عليه صورة لموسيقار الأجيال مصطفى كامل مع سيدتى الغناء المصري غرام وحنين ؟ وقتها كان سيتحول اللاعب من خائن لوطنه وعميل و-.. و،، و،،، إلى المنقذ وألمخلص وفارس من فرسان الكساندر ديوما الذي جاء لتخليص القاهرة من شرور عصابات سرقة السيارات ، كما أنه وفي نفس ذات الوقت سيكون من لاعقي البيادة عبيد السيسي و ربما كلب ساويرس .

اتفق أو اختلف مع ما فعله اللاعب، تعاقبه القوانين الخاصة باتحادات اللعبة بالطرق المنصوص عليها لكن أن تتم معاقبته أو محاكمته مدنيا أو عسكريا فهذا غير المقبول بتاتا ، أرجو أن يطلعني أحدهم على نص قانون مدني يجرم ما فعله اللاعب ، وقتها لن أنبس ببنت شفة، ثم هي فين أصلا القوانين اللي بتعاقب أي حد على أي حاجة في البلد دي ، أصل لو فيه قوانين كان زمان وزير الداخلية الحالي مشرف في قفص الإتهام مع الرئيس المقلوب محمد مرسي بنفس تهم حبيب العادلي كبير عسس مبارك.

القاهرة نوفمبر 2013

في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع يمرر وائل جمعة عرضية داخل الصندوق يتلقاها نجيب أيوة نجيب اللي ضيعنا في كوماسي - فيقوم بتمريرها بالمقاس على رأس حسام غالي لتحرز مصر هدفها الخامس في مرمى غانا وتتأهل لنهائيات كأس العالم البرازيل 2014 ويرفع الفريق عن بكرة أبيه قمصان اللعب لتظهر صورة ياو مينج
? مبتهجا وتحتها عبارة " انتو متعرفوش إن انتو نورعنينا ولا إيه "
في خلفية المشهد الأسطوري تعزف فرقة الموسيقى العسكرية مقطوعة عالمية يغني معها كل من باستاد الكلية الحربية
Happy Birthday to Sisi happy birthday to You 



Thursday, 5 September 2013

شميز أم بيجامة تلك هي المسألة !













 فيديو بطله هذه المرة مراسل  التلفزيون المصري، خرج على الناس في مشهد مأساوي  بقميص مفكوك الأزرار و يبدو غير  مكوي وحالته حالة ، يقوم المراسل بالإطمئنان على وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم بعد  " محاولة الإغتيال التي تعرض لها أمام مسكنه بمدينة نصر . 
وفي خضم التعليقات والتفسيرات الباليستية لاسباب الهجوم الفاشل على  الوزير الفاشل  ، وفي وسط أطنان من التحليلات عمن وراء الحادث وهل هو النظام ؟ أم هي جماعة الاخوان وبعيدا عن كل هذا - فأنا غير مهتمة  لمعرفة  وراء الحادث -  أدهشني ملاحظة الناس لقميص المذيع المصري البائس . 


ولأننا شعب جبار بطبعة تركنا  كل ما يحدث ، ووقفنا أمام السؤال المعضلة : هل هي سترة بيجامة انتزعها المراسل من على شماعة غرفة نومه لانهم أخبروه أنه عليه أن يقوم في التو واللحظة ربما كما ولدته أمه بالتغطية، وعمل اللقاء المعجز والمنجز مع الوزير من قلب الحدث فما كان منه إلا أن يلبس اللي جه في أيده، فكان ما رأيناه جميعا وهلكناه سخرية وتندر . 

اللي كان لابسه المذيع قميص  متواضع هو ما أقصى ما يمكنه أن يوفره هذا المراسل  المتواضع ذو الراتب الأكثر تواضعا ، ليس بامكانه أن يدخل" سرار" أو  " كلفن كلاين "  ليشتري قميصا يقضي على راتبه ، فجلس باقي الشهر يندب حظه ويؤنب نفسه على ما فعله بنفسه وعائلته بسب قراره المتهور بابتياع قميص " ماركة "

ذكرني هذا المنظر البائس للمذيع الأكثر بؤسا وأنا في طريقي لأجرى مقابلة باحدى القنوات للعمل هناك كمترجم فوري ،  وجدت سيدة أربعينية ترتدي بدلة سوداء متواضعة و اكسوارات  رخيصة   وكثيرة بدرجة مبالغ فيها وقد وضعت طبقات من المكياج الذي  يظهر لك ومن أول نظرة أنه  من النوع الرديء الرخيص وكانت ست طيبة جدا أخبرتني أنها تعمل "مذيعة " بالإذاعة المصرية،  وتريد أن تحسن من دخلها الذي لا  يكفيها هي  عائلتها ، و بدأت  تتحدث معي عن كيف أن الظروف في التلفزيون المصري صعبة على الناس الذين لا ظهر لهم فينضربون بكل سهولة على قفاهم وبطنهم ، وحكت لي  عن " الجمعيات " التي تقوم بعملها هي وزميلاتها لكي يقمن بتدبير احتياجات اولادهم التي لا تنتهي . 


كانت رقيقة الحال كذلك كان حالها في الترجمة لا تعرف الكثير من الكلمات ناهيك عن نطقها الكارثي لبعض مفردات الإنكليزية . استمعت لها بإنصات لأنها كانت بحاجة لأن تتكلم،  ضحكت معها وتمنيت لها حظا سعيدا في الإختبار . 

وظلت في أذني كلماتها عن الفساد المستشري داخل ماسبيرو وأن الموظفين و المراسلين ومذيعي الصف الثاني  يقتاتون على فتات الفتات . 

ماسبيرو لا يحتاج إلى إعادة هيكلة .. ماسبيرو يحتاج إلى ثورة حقيقية ثوابتها هي نفس ثوابت ثورتنا التي عجزنا عن تحقيقها " عيش حرية ، كرامة إنسانية وعدالة إجتماعية " فليس من العدل عبد أن يتم صرف الملايين على مسلسلات وبرامج لا فائدة مرجوة منها بينما المراسلين ومذيعي الصف الثاني والثالث يعانون ويظهرون بهذا المظهر التعيس المسيء للبلد بينما هناك من يتقاضون الألاف والملايين .






Friday, 9 August 2013

الشفافية يرحمنا و يرحمكم الله


أن تدعوا و تحشد الناس لبناء مستشفى جديد، بدلا من ذلك المبنى المتهالك البائس الذي توقف عن تقديم خدماته شيء رائع . ان يتجاوب الكثيرين  لدعوتك شيء يدعو للبهجة، ان يعطيك نجاحك في الحشد و البناء  الحق في ان تكون احد أعضاء فريق الجراحات الدقيقة بهذا المستشفى  بينما انت خريج هندسة زراعية مثلا شيء خارج حدود المنطق . 
نعم هناك فواتير واجبة السداد، لكن ليس من العقل او الحكمة ان يتم السداد على حساب آخرين او أن تكون كلفة السداد باهظة و نتائجها مكلفة  ربما لسنوات قادمة. و هذا ما حدث و رأيناه بأم أعيننا حين انتهت انتخابات مجلس الشعب و من بعدها انتخابات الرئاسة ، كان على الفصيل الحاكم وقتها ان يسدد الفواتير القاصي و الداني، فواتير من فداحتها جعلت تعيين احد المنتمين لجماعة أصولية يتم تعيينه محافظا للاقصر! 
لم نتعلم من أخطاء السابقين و بهذه الطريقة و بذلك الأداء يبدو أننا لن نتعلم في القريب العاجل فطريقة "الراجل ده عمل معايا أحلى واجب و لازم أرده له " مازالت تتحكم في الاختيارات و تؤكد أننا مازلنا في دولة فرح العمدة لا دولة المؤسسات. 
أتمنى ألا يعتبر قاريء هذه السطور ان ما اكتبه الآن نوع من "النفسنة" أو الغيرة من بعض الأسماء التي تناثرت هنا و هناك والتي قيل أنها مرشحة بقوة للانضمام إلى لجنة الخمسين التي ستقوم بتعديل بعض المواد الدستورية .اختلافنا او تفاقنا على دستور الغرياني و عدم صلاحيته أصلا و يقيني بعدم صموده كثيرا حتى بعد التعديل و ذلك نتيجة ما شاب طريقة اختيار اللجنة التأسيسية أصلا ثم الاستفتاء عليه من  أخطاء كارثية يتم الآن تكرارها ، كل ذلك لا ينفي ان ما يحدث الآن من طريقة اختيار أعضاء الخمسين لا يؤكد غير شيء واحد أننا مازلنا نعوم في نفس مياه البطيخ التي غرق فيها الإخوان.  
لماذا نصر على  تكرار أخطاء الآخرين  و نحن لا ذلنا نرى إلى اين قادتهم أخطائهم ؟
لماذا لا نلجأ ولو لمرة واحدة إلى معايير حاكمة تجنبنا الانزلاق إلى هوية الأهواء و دوامة المحاصصات ؟ ماذا يضير النظام الحالي من إعلان معايير اختيار هذه اللجنة؟ حينها لن يكون هناك لوم او عتاب على القائمين عليها و حينها سيتم اختيار من هو أهل للانضمام. و ساعتها فقط لن يكون هناك شبهة قلق فيما ستقوم به هذه اللجنة من تعديلات. 
نحن لسنا بصدد المنافسة على لقب محبوب العرب نحن بصدد تعديل دستور كارثي في مرحلة دقيقة يلزم لها ان نكون واضحين أمام أنفسنا قبل ان نكون بهذا الوضوح أمام الناس.   
كل الشكر للمسؤولين عن حملة تمرد ، لأن إنكار دورهم في الحراك الذي حدث في الثلاثين من يونيو لا يفعله إلا حالم او مغيب ،لا اعرف المسؤل عن حملة تمرد معرفة شخصية لكن سألت الكثيرين ممن اقتربوا منه و تعاملوا معه و كان الإجماع على بساطته و وطنيته و حبه للبلد ، كما شاهدته في أكثر من لقاء  تليفزيوني و كنت حاضرة واقعة المعايرة الجسدية التي حدثت مع احد النشطاء و انزعجت تماماً لطريقة تفكيره و رده على هذا الناشط و قفز سؤال  كيف لإنسان يفكر بهذه الطريقة ان يؤتمن على إعادة صياغة ل "لدستور"؟ ، بالطبع لن احكم على شخص من موقف انفعالي اتخذه في لحظة غضب لكن أيضاً هناك أشياء أخري يجب ان تؤخذ في الحسبان عند الحكم عليه اغلبها للأسف لا يصب في صالحه"وفقا لمعاييري المتواضعة جداً"
 . ان تكون قادرا على الحشد لفكرة منحة إلهية عظيمة، ان تكتب دستورا لبلد يمر بظروف بهذه الدقة يتطلب ما هو أكثر من المنح الإلهية . 
مرة أخيرة الموضوع ليس مجرد نفسنة بغيضة فانا اعتبر نفسي آخر إنسان يمكنه ان يكتب القواعد الحاكمة لفتح ثلاجة مطبخنا، كل مل في الأمر ان انتشار بعض الأسماء سواء المؤهلة أو غير المؤهلة لتكون ضمن أعضاء لجنة الخمسين هو ما جعل المطالبة بمعايير واضحة و شفافة  حق لكل المصريين . 
ضع المعايير، اعرضها على الناس بكل شفافية و على أساسها لن افتح فمي بكلمة واحدة إذا وجدت عم سامي زبادي ضمن أعضاء لجنة الخمسين طالما كان مطابقا لمعايير اللجنة. 

Wednesday, 5 June 2013

اخوان شامتون


وأنا مراهقة قريت في مقدمة كتاب مش فاكرة اسمه  " أنا الخير والشر معا, لاني أنا الإنسان " . ومن ساعتها عرفت ان مافيش انسان خير مطلق وإلا يبقى ملاك . وكمان مافيش انسان شر مطلق وإلا يبقى شيطان . حاولت اطبق ده في حاجات كتير ساعات كانت الحسبة بتظبط وساعات تانية لأ . 

بالنسبة  لي كل اللي حكموا مصر بما فيهم مبارك نفسه  " انسان ' , لا هو خير مطلق ولا هو شر مطلق , اللي كان بيفرق هو خيره اللي تفوق على شره ولا العكس . 

ملحوظة :  أنا مكنتش بعتبر مبارك انسان  لوقت قريب , من وقت ماالاخوان ظهروا لي على حقيقتهم  وأنا اوقات اختلق الاعذار ليهوذا نفسه مش بس مبارك "

أنا مش ناصرية , ولا بتبع أي ايدلوجية,أنا بتبع الحق والخير والعدل واحيانا الجمال . 

أما شفت الفرحة اللي فرحانينهاالاخوان والشماتة اللي شمتانينها بمناسبة حلول ذكرى 5 يونيو , تأكدت تمام انه احنا شعبين مختلفين , ساكنين على أرض واحدة اسمها مصر . 

كان هناك تشابه كبير بين ماينفثه الاخوان  بقيادة حزبهم الشامت , من بوستات على الفيسبوك والتويتر وبين ماتنشره حسابات اسرائيلية تحتفل بذكرى النصر في الخامس من يونيو ولم اتعجب كثيرا ليه ؟ لان مايجمعه ا الله , لا يفرقه انسان على راي الزميل العزيز احمد الدريني .


ونحب نقول :

النكسة مبدئيا هي " عزيزي بيريز " .

النكسة هي ان جنود ابرياء على الحدود يتقتلوا وفي بقهم تمرة بيغيروا بيها طعم بقهم بعد الصيام , ولحد دا الوقت ماتعرفش مين قتلهم , ولا ليه . 

النكسة ان  أساسيات حياة زي الكهربا , والمياه  والبنزين والدوا ميبقوش موجودين .

 النكسة هي انك تمشي في الشارع, منتظر الحصة الرسمية من كعكة التحرش سيئة الطعم .


النكسة هي خطف قوة شرطة ورجوعها بسيناريوهات تفوقت على سيناريوهات افلام فطين عبد الوهاب .


النكسة هي ان اجتماع لمناقشة أخطر قضية امن قومي تتم دون معرفة المشاركين ان الاجتماع مذاع على الهوا .


النكسة أنك تلاقي رئيسك واقف في غيط قمح وتشوف بوابات الكترونية في الخلفية . 

 
النكسة ان تدعي كذبا زيادة في محصول القمح . 

 
النكسة ان تخرج على مؤيديك أمام قصر الرئاسة لتتوعد المعارضين . 

 
النكسة هي أنك تروح تشتري لبن اطفال من الصيدلية فمتلاقيهوش وتلف لحد رجليك ماتورم وتتحايل على كل اللي تعرفهم علشان ابنك مش بيعرف يرضع غير النوع ده من الحليب . 

 
النكسة هي ان الكهربا تقطع كل شوية وعواميد الكهربا مولعة بالنهار واستراحات رؤساء المدن عاملة زي المساجد في رمضان أو حنة العروسة . 

 
 
النكسة ان رئيسك يتم استقباله بواسطة عمدة قرية اوروبية أو وزير مفوض . 

 
النكسة هي الملثم بتاع خط الغاز اللي بيطلع ويختفي حسب المزاج .
النكسة ومرسي دو ميكس .

Monday, 22 April 2013

وزير الايحاءات

معدلات القدرة على الإبهار عند الإخوان بدأت في التراجع وذلك لأنهم انكشفوا, وبناء عليه, لن تشعر بأي إندهاش لو رأيت الدكتور محمد بديع يدعو المصريين لممارسة اليوجا يوميا لأنها ستساعد في التنمية الاقتصادية وستدفع عجلة الانتاج , ذلك لأن الواقع قد قتل الخيال في مصر.. ودفنه وقرأ عليه تعويذة سرية .

لا ينفك الاخوان يبهروك بين وقت وآخر وهذا من رحمة الله وفضله علينا فـ جلوسنا بهذه الحال ومشاهدتنا لما يحدث للبلد دون أن يكون هناك حدث ما يحرك رتم الكآبة البائس كـ صدر المغير أو كـ تصريح لـ جهاد الحداد على سي إن إن مثلا , لولا حدوث مثل هذه الاشياء لمتنا كمدا , لابد من ترفيه ما يقوم به أحد أفراد كتيبة الإعدام البطيء الجاثمة على مراوح قلب مصر .

وهاهو وزير الاعلام الاخواني في وزارة رئيس وزراء صدر الأم ولبن السرسوب السيد صلاح عبد المقصود , يفعلها و يطل علينا ليقوم بدور “شعبة الترفيه البائس", قتل ايقاع الرتابة وحرك مياة الترعة الراكدة , تسأله صحفية شابة عن “أين هي حرية الاعلام يا فندم “ فيرد بكل صفاقة " ابقي تعالي وأنا اقول لك فين " مع ابتسامة صفراء لم ارها إلا على وجوه متحرشي الشوارع , حين يشعرون بنشوة انتصارهم بعد كل مرة تخيل لهم فيها عقولهم المريضة انهم قد نجحوا في قهر الفتاة معنويا أو جسديا “
وزير الاعلام ذلك الاخواني , الذي تمنى في يوم ان يعين كل المنتمين للجماعة في كل مكان في البلد حتى تحدث النهضة - على ابوها - خرج عن المألوف وتكلم بلغة يتداولها الشباب فيما بينهم حينما يريدون أن" يقبحوا " مع بعض ولا أعتقد أبدا أن مراهقا أو شابا "صايع" يمكنه ان يتبادل مثل هذا" الإفيه" مع بنت , لأنه إفيه قذر ولإدراك الشباب الضايع أن لكل مقام مقال, لكن لم يستطع السيد الوزير المسئول عن واحد من أرفع الأجهزة وأكثرها حساسية أن يمنع نفسه من رمي الإفيه على الصحفية المحترمة التي سألته عن حرية الصحافة, بوصفه المسئول الأول عن الإعلام في الحكومة المبجلة .

السؤال الآن من هو صلاح عبد المقصود ؟ ماهي كفاءات ومؤهلات السيد صلاح كي يتقلد منصب وزارة الاعلام ؟ إحدى الوزارات السيادية في البلد ؟ عندما طرحت السؤال على بعد الأصدقاء الصحفيين , لم أجد غير أجوبة متشابهة كلها تدور في إطار أنه صحفي أقاليم كانت كل مهمته داخل نقابة الصحفيين بصفته وكيلا لها , هي السعي وراء "بدل التكنولوجيا " الذي يتقاضاه الصحفيون كل شهر , وإذا ما تأخر هذا البدل يرفع الصحفي سماعة التليفون متصلا بالأستاذ صلاح بدلات- هكذا كانوا يسمونه - يسأله عن سبب تأخر نزول البدل , فتكون إجابة صلاح “ حاضر هاشوف والله وأرد عليك"

السؤال يجب ان يكون :ماهي مؤهلات صلاح عبد المقصود كـ صحفي أولا قبل أن نسأل عن مؤهلاته السوبر التي دفعت به لأن يكون وزيرا للإعلام ؟ أنا بحثت كثيرا على الانترنت فلم أجد له مقالا أو تحقيقا صحفيا أو حتى خبرا محررا بإسمه ؟ ما هي مؤهلاته كي يشغل منصب وزير إعلام مصر في هذه الفترة الحرجة ؟ يجب أن يدرك السيد صلاح ومن قاموا بتسليمه حقيبة الاعلام ان كونه كان رئيسا لمجلس ادارة مجلة "الزهور النسائية" ليس مؤهلا اطلاقا لشغل منصب بهذا الحجم .


لكن العتب ليس على صلاح عبد المقصود العتب على من شكل وكون هذه الخلطة السرية من وزارة بائسة يجلس على رأسها رئيس وزراء كل مقوماته انه كان سكرتيرا لوزير الري , وبعد ذلك ركب مع الرئيس الطائرة الرئاسة المتجهة لأثيوبيا لبحث مشاكل نهر النيل , وأثناء الرحلة تبادل مرسي مع قنديل الحديث فـ "ارتاح له " فقرر على الفور ان يكون قنديل ذو الوجه الصبوح رئيس وزراء مصر , هكذا تدار الدولة, ولأن التعيين تم بهذه الطريقة , فلا نستغرب أبدا أن تكون تصريحات قنديل بداية من الملابس القطنية نهاية بـ "تنظيف "الثدي أثناء الرضاعة بهذه العظمة .

مررناها للوزير في المرة الأولى حينما نظر للمذيعة العربية" الجميلة “ نظرة ذات مغزى يمكن لطفل في الرابع الابتدائي أن يفهمها وقال لها في دلال “بس يا ريت ماتكونش اسئلة سخنة زيك “ صعقنا لكلامه للوهلة الأولى وأحسنا الظن به بالعافية وقلنا ذلة لسان ولم يقصد مافي نفس يعقوب , لكن اتضح أنه يقصد ما هو ابعد مما زاول يعقوب وزاول خيالاتنا المريضة مجتمعة , بعدما سمعنا رده على سؤال حرية الصحافة واصبح مما لا شك فيه ان سيجموند فرويد برنس البرنسات .


تصريحات الوزير غير المؤهل إضافة إلى خيارات الرئيس غير المؤهل هي التي جعلتنا الآن غير مؤهلين لأي شيء الآن ولا حتى لصنع الطعمية .

لذلك لن اندهش ان يجيب المرشد في مؤتمر صحفي على سؤال من يدير الدولة ومؤسساتها , فتكون اجابته من نوع "ما تيجي نيجي"